أصل تسمية مكة بهذا الاسم مجهول وكل ما نذكره افتراضات
مكة : اى تمك الجبارين أو تلفظهم اى لا يمكث فيها جبار او ظالم
أو مكان ازدحام الناس
ومنها بكه : اى تبك اى عنق من يفجر فيها أو يعتدى عليها
من أسمائها :أم القرى – البلد الامين – معاد – تهامة – البيت العتيق – الحاطمة – فاران ……. الخ والاسم الاخير ورد فى الكتاب المقدس موضع نزول إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجه هاجر
الموقع الجغرافي
تقع مكة فى إقليم تهامة غرب شبه جزيرة العرب على بعد 80 كم من جدة
وعلى ارتفاع 277 م من سطح البحر – وتمتد بين درجتى عرض 21 – 25 شمالا
ومناخها : صحراوي حار جاف وحرارتها بين 40 درجة صيفا و 25 شتاءً
وأمطارها شتوية قليلة بين 25 – 80 مم
وسرعة الرياح بين 3 و 36 عقدة
ومعدل الرطوبة بين 32 و 57%
مساحتها حوالى 1200 كم2 منها 88 كم2 مأهولة
مساحة الحرم المكى بعد التوسعة / 356000 كم2 يتسع ل 770 ألف مصلى
أشهر جبالها
جبل النور : ويضم غار حراء المكان الذي يتعبد فيه النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومكان نزول الوحي جبريل أول مرة بأقرأ
جبل ثور : وفيه الغار الذي مكث فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق أثناء الهجرة الى المدينة
وجبال اخرى مثل جبل عمر وجبل خدمة وجبل قبيس وجبل عرفة فى عرفات أشهر الأودية فيها
وادى فاطمة – وادى نعمان – وادى عرنة – وادي جعرانة – وادي ملكان – وادي البيضا – وادى الليث – وادى محسر – وادى الجن …….الخ
نشأة مكة وتاريخها
يرجع تأسيس مكة الى أكثر من ألفي عام قبل الميلاد . وقد كانت عبارة عن بلدة صغيرة إلى أن دمرت أثناء طوفان سيدنا نوح علية السلام وتحولت بعدها إلى واد جاف تحيط به الجبال وتخلو فيه جميع مظاهر الحياة . وقد وصفها الله سبحانه وتعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام بقوله “رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ” آية 37 من سورة إبراهيم “
استجاب الله دعاء سيدنا أبراهيم بعد أن ترك زوجته هاجر وابنها الصغير إسماعيل فى هذا الوادى القاحل الموحش وذلك لأمر أراده الله سبحانه وتعالى وتقبله سيدنا إبراهيم متوكلا عليه وتقبله هاجر أم إسماعيل فقالت ” إذن لا يضيعنا الله ” و امتثلت لامرأه متوكلة عليه سبحانه وتعالى
بدأت هاجر تبحث عن الماء متنقلة بين الصفا والمروة وهما منطقتان مرتفعتان قليلاً عن بطن الوادى حتى فجر الله ماء زمزم عند قدمي سيدنا إسماعيل فهرعت به وهي تقول زم .. زم .. خوفا منها على ضياع مائة واصبح بئر زمزم لا ينتهي ماؤه
جاء ركب من قبيلة جرهم العربية وأستاذنوا هاجر بالإقامة في المكان بعد أن دبت الحياة فيه بوجود بئر زمزم وكانت أول القبائل تسكن مكة .فنشأ سيدنا اسماعيل بينهم وتعلم اللغة العربية وتزوج من فتياتهم وأنجب نسلاً أطلق عليهم المؤرخون اسم العرب المستعربة وجاء ابراهيم ليتفقد اهله ليرى ابنه غلاماً يافعاً . وابلغه ان الله سبحانه وتعالى يأمره ببناء البيت الحرام .فامتثل لأمره و ساعد أباه في رفع قواعد البيت الحرام ، حيث كان الأساس موجوداً
قال تعالى ” وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ” واستخدم فى البناء حجراً يقف عليه ليصل الى اقصى ارتفاع وعرف هذا الحجر ب مقام ابراهيم
تطور مكة
واستمرت قبيلة جرهم فى مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادى ( معظم المؤرخين يرون أن قدوم سيدنا إبراهيم الى مكة كان حوالي سنة “2800” ق. م ) وقد طغوا فى حكمهم حيث تعرضت مكة أواخر حكمهم للفوضى فأكلوا وسرقوا مال الكعبة الذي يهدى لها ودُفن بئر زمزم حتى تمكنت قبيلة خزاعة من السيطرة على مكة وطرد قبيلة جرهم منها
واستمرت خزاعة تحكم مكة قرابة ثلاثمائة سنة وقام أحد حكامها وهو عمر بن لُحى بإدخال عبادة الأوثان إليها فكان أول من خالف دين الحنيفية السائد فى مكة كما جاء به سيدنا ابراهيم عليه السلام
انتقل امر مكة بعد ذلك من خزاعة إلى قريش – وهي إحدى القبائل العربية التى تنتسب الى قبيلة كنانة احدى قبائل مضر –وقام زعيم قريش قصي بن كلاب – وهو الجد الرابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم –قام ببناء دار الندوة لاجتماع رجال قريش فيها .وقام بتوزيع أمور خدمة الكعبة على اولاده الاربع فكانت سقاية الحجيج من نصيب ولده عبد مناف الجد الثالث للنبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته تولى السقاية ابنه هاشم ثم تولاها بعده ابنه عبد المطلب جد النبى الكريم والذى قام بحفر زمزم مرة أخرى بعد ردمها واليك قصة حفر زمزم
روى الامام علي رضى الله عنه عن جده المطلب قال : قال عبد المطلب :” إنِّي لَنَائِمٌ فِي الْحِجْرِ إذْ أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: احْفِرْ طَيْبَةَ. قَالَ: فقُلْتُ: وَمَا طَيْبَةُ؟ قَالَ: ثُمَّ ذَهَبَ عَنِّي. قال: فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ رَجَعْتُ إلَى مَضْجَعِي فَنِمْتُ فِيهِ، فَجَاءَنِي فَقَالَ: احْفِرْ بُرة. قَالَ: وَمَا بُرة؟ ثُمَّ ذَهَبَ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ مَضْجَعِي جَاءَنِي فَقَالَ: احْفِرْ زَمْزَمَ. قُلْتُ: وَمَا زَمْزَمُ؟ قَالَ: لَا تَنْزِفُ أَبَدًا وَلَا تُزمُّ ، تَسْقِي الْحَجِيجَ الْأَعْظَمَ، وَهِيَ بَيْنَ الْفَرْثِ وَالدَّمِ، عِنْدَ نُقْرَةِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ ، عِنْدَ قَرْيَةِ النَّمْلِ ” قال فلما بين لى شأنها وعرف موضعها اخد معوله وغدا الى المكان ومعه ابنه الحارث وليس له يومئذ ولد غيره
وبدأ الحفر حتى بدا له الطمى فكبر فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته فقالوا : يا عبد المطلب إنه بئر أبينا إسماعيل وإن لنا فيها حقاً فأشركنا فيها
قال : ما أنا بفاعل إن هذا الامر قد خصصت به دونكم .قالوا : فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها .قال فاجعلوا بيني وبينكم حكماً قالوا : كاهنة بني سعد بن هذيم “قال :نعم وكانت بأطراف الشام فخرجوا يطلبونه . والأرض ان ذاك مفازة (خاليه)حتى أنهم في الطريق نفد ماء عبد المطلب واصحابه فاستسقى خصومه من قريش فأبوا السقيا – حتى اشرف عبد المطلب ومن معه من أصحابه على الهلاك وقعدوا ينتظرون الموت عطشا .ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه
“ألقينا بأنفسنا هكذا للموت لم لا نضرب فى الأرض ولا نعجز فعسى ان يرزقنا الله ماءً ” ثم قام ليركب ناقته فانفجرت من تحت خفها عين ماء عذب فكبر عبد المطلب وكبر أصحابة ثم شربوا وارتوا وملؤا جربهم و قالوا لقريش هلموا الى الماء فقد سقانا الله فشربوا واستقوا
ثم قالوا : والله لقد قضى الله لك علينا وإن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم .فارجع إلى سقايتك راشداً
فوالله لا نخاصمك فى زمزم أبدا ثم عادوا وحفر عبد المطلب زمزم
قصة الذبيح عبد الله بن عبد المطلب
لما أراد عبد المطلب حفر زمزم ولم يجد من يساعد إلا ابنه الوحيد الحارث نذر إن رزقه الله عشراً من الابناء ليذبح واحداً قربى له ولما رزقه الله عشراً من ابنائه أراد أن يفي بنذره ويذبح واحداً منهم وخرجت القرعة على ابنه عبد الله أصغر أبنائه واحبهم اليه والى رجال قريش فخاصموه و حالوا دونه ولكن لابد من ان يفي بالنذر فاحتكموا إلى كاهنة بني سعد فسألتهم
كم هى دية الرجل عندكم ؟ فقالوا عشراً من الإبل . فقالت قدموا عشراً من الإبل وقدموا عبد الله وارموا بالقداح فإن خرجت على الإبل فأذبحوها وإن خرجت على عبد الله فزيدوا عشراً وارموا القداح حتى تخرج على الإبل .فمازالوا يزيدون وتخرج على عبد الله حتى بلغت مائة من الإبل فخرجت على الإبل فذبحوها وأكل أهل مكة من لحومها جميعهم . ونجا عبدالله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” أنا ابن الذبيحين ولا فخر “
الذبيح الأول : إسماعيل عليه السلام * والثانى عبد الله بن عبد المطلب
المراجع
رحلة ابن جبير
أنساب القرشيين لابن قدامة
اخبار مكة محمد بن عبد الله الأزرقي
معجم البلدان لياقوت الحموى
كتاب الاعلام خير الدين الزركلى
تاريخ مكة أحمد السباعى
تفسير الطبري
احسن التقاسيم للمؤرخ فتحى عبد الفتاح المقدسي
تهذيب سيره ابن هشام لعبد السلام هارون
وغيرهم من المؤرخين المعاصرين